علبة مستطيلة ملونة عليها اسم اللعبة بالانجليزية: ميكانو
احضرها الأب معه وهو عائد فى اجازة من عمله بالخارج: احضرت لك لعبة المهندسين كما طلبت.
اخذها الفتى وذهب لغرفته واغلق الباب
لمس الغلاف الشفاف باصابعه. قرأ كل حرف مكتوب على العلبة وامسك بها طويلا ليحتفظ بصورتها فى ذاكرته قبل ان يفتحها.
ازال الغلاف الشفاف وفتح العلبة برفق وكأنها علبة من زجاج. تلألأت عيناه بمحتوى العلبة. اخرج الفل الابيض الذى يحمل القطع ومسح بعينيه محتويات العلبة. مسامير مفكات وقطع بلاستيكية ملونة مخرمة وكتالوج.
مسح اصابعه فى ملابسه قبل ان يلمس الكتالوج. فتح صفحاته بهدوء وقلب بها حتى وصل لجزء الانجليزية. قرأه عدة مرات قبل ان يقرر الاقتراب من المفك الصغير الاحمر.
تصفح الكتالوج .. صفحة السيارة ثم الطائرة ثم المركب .. نظر للصور بإمعان: هناك أجزاء كبيرة وكثيرة وتركيبها معقد.
قطع اللعبة مرصوصة فى علبة الفل الأبيض المقسم لفراغات مربعة ومستطيلة: المسامير .. الاجزاء البلاستيكية المخرمة .. واسفلهم كان يرقد المحرك الزنبلك.
قرر البدء بالطائرة وفتح الصفحة الخاصة بها، قرأها 5 مرات وذاكر كل تفاصسل الصورة وبدأ فى التركيب. استغرقته لساعات .. لم يلحظ ان الجميع نام. وفى الصباح كان ممسكا بجسم الطائرة وبقى له تركيب جزء الذيل.
حاول تركيب الذيل عدة مرات وفشل .. غضب والقى الطائرة على الارض فانكسر الزنبلك: لعبة غبية!!!
ترك العلبة المنثورة الاحشاء على الارض وخرج من الغرفة.
بعد عشرين عاما:
فى نهاية يوم عمل طويل فى المول الذى يحرسه ذهب الى منزله مع ابنه الصغير ليجمع ما تبقى من اشيائه. وجد العلبة. فتحها. كانت المسامير صدئة والقطع البلاستيكية معوجة لكن جسم الطائرة كان متماسكا.
سأله ابنه: ماهذا؟
فرد: طائرة كنت احاول ان اصنعها وفشلت. وسالت دمعة ساخنة على اصبعه الذى يتحسس مكان الذيل.