تصرخ الفكرة فى عقلى ولكن لا استطيع ان اكتبها. لا افهمها حتى اكتبها. فكرة عن شىء مجهول لا ادركه ولا استطيع وصفه.
ومع ذلك تصرخ وتصرخ
تصم آذانى بصوتها العالى
الفكرة: انى اختنق هنا. اريد ان اخرج واظهر للناس
اريد ان تقرأنى العيون فأنا افرح وانا تحت العيون
عندما يغلقون علىّ الصفحات اختنق
انا لم اولد لاقبع فى صفحة مطوية من كتاب مغلق
انا لم اولد لاظل اجرى فى عقلك ولا يرانى غيرك
انا ولدت لاطير واسبح بين العقول
يرفضنى البعض ويقبلنى البعض
واظل فكرة الى ان يحفرنى احدهم على حائط مبنى جديد
الفنان: كيف اكتبك وانا لا افهمك
اشعر بك ولكن لا ادرك كنهك
ماذا انتِ وماذا تريدِ
الفكرة: انا انت وانت انا
فأنا نتاجك
لاتفهم لانك ابتعدت عن نفسك كثيرا
اصبح عقلك وقلبك يتكلمان بلغتين مختلفتين
هما يتحاربان الآن
علك لا تدرك ذلك
عقلك يرفض الاستمرار فى رتابة، يأمر جسدك بالاكل والشرب والنوم فقط دون ابداع دون حياة
وقلبك يخاف من البديل، يخاف من المجهول الذى يتجه عقلك له
تحبسنى هنا فى الظلام خلف اسوار الواجب والمقبول والمعقول والعادى والمستساغ والمفروض
انا فكرة ولست عادة
انا الجديد والغريب والتجربة والامل والخيالى
الفنان: اتريدينى ان اخرجك كما انتِ الآن؟
ستحرجينى وسيضحك الجمهور من غرابتك
لابد ان تصبرى حتى اشكلك كما اريد
الفكرة: ولكنى محبوسة منذ مدة
وانت لا تشكلنى بل تمسخنى
انا احدث وا عنف واقوى من اى شىء موجود
لازلت فكرة تكبر وتكبر بخيالك
اذا شكلتنى لاشبه ما فى الحياة لن اكون فكرة بل نسخة
عليك ان تنتبه فحوارك هذا يرهقنى
انا لست بالقوة التى تسمح لى بالصراع فانا مازلت فكرة
لم اتجسد فى شكل او كلمة
مجرد فكرة
اذا تركتنى هنا طويلا لن تجدنى
سأكون رحلت انطفأت شعلتى التى تشتعل فى خيالك
انا لا اتنفس كما تتنفس انت
فهوائى هو محاولاتك اخراجى للوجود
الفنان: انا لست مستعدا لك الآن
انا مرهق واريد ان اخرجك بشكل مناسب
لاحقا سأدرسك افضل واجعلك افضل الافكار لهذا العام
غدا سآتى باوراق واقلام جديدة لاضعك فوقها
فلا يليق بفكرة جديدة ان تظهر بادواتى البسيطة تلك
غدا ….
الفكرة: انا اختنق هنا
شعلتى تنطفأ
الفنان: صبرا يا فكرتى صبرا
بضع ساعات وتخرجى للنور كما اريدك
الفكرة: اختنق … اختنق
الفنان: كفى مزاحا .. انتِ تملأى عقلى الآن بصوتك
كيف تقولين انكِ تموتين وانا لا اسمع سوى صوتك !
غدا
الفكرة: وداعا لم يبق قوة لاستمر
سحقا لكسلك وجبنك