فجأة تأتى وتستعمل كتفى أو بطنى كوسادة. تبدأ فى الكلام. لا تنتظر منى اجابة. تحكى لى كل ما يحدث فى فلكها الصغير. وبدون مقدمات تقوم عندما تفرغ ما فى جعبتها من قصص.
كل مرة أحاول ان اجعل من يدى طوق ليمنعها من الطيران وتظل لفترة أطول ولكنى أتراجع. أخاف ان تجزع من قبضتى فلا ترجع.
مع الأيام ثقل رأسها وطالت أحاديثها. وكالعادة عندما تنتهى ترجع لغرفتها وتغرق فى عالمها.
اليوم أتت الىّ ولكنها جلست بعيدا. على الطرف الأخر للكنبة ولا تنظر لى مباشرةً
– ماما كنت عايزة أكلمك فى موضوع
صوتها مختلف .. منخفض .. متردد. كانت ترتدى تلك البلوزة التى أكرهها. أصبحت تشترى ملابسها بدونى. تخرج مع صديقاتها وتعود بأكياس متنوعة وهى سعيدة وأنا أفزع من الألوان والموديلات التى أصبحت تفضلها.
– فاكرة أنا كنت حكيتلك عن واحد معانا فى الكلية أكبر منى بسنتين. فاكرة قلتلك انه كان عاجبنى قوى.
فى الحضانة كان لها اصدقاء كثيرون. أول يوم ذهبت للحضانة كانت تبكى. ظلت تبكى عدة أيام كلما ذهبت للحضانة. كانت تمسك بيدى ولا تفلتها أبدا مهما حاولت. كنت أعدها بحلويات او فسح وأحيانا كنت اعنفها الا انها ظلت ممسكة بيدى ولم تتركها الا بعد ان عرفتها على فتاتين معها فى الفصل. تركت يدى وذهبت لتلعب معهن.
كانت متعتى كل يوم ان اصلها للمدرسة وارى كيف تستقبلها صديقاتها. وأشعر بالفخر ان ابنتى نجمة وسط قريناتها.
– احنا بقالنا مدة بنتكلم مع بعض و … كلام عادى يعنى و… وكنت حاسة انه مختلف عن كل الولاد التانيين
فى عيد ميلادها العاشر اشتريت لها فستانا أحمرا كان جميلا. ظلت ترتديه لمدة يومين ورفضت ان تخلعه. عندما صغر عليها حزنت وطلبت فستانا غيره أكبر. كل سنة فى عيد ميلادها اشترى لها فستانا جديدا حتى اصبحت ترفض ارتداء الفساتين وتفضل البلوزات والبنطلونات. ولكنى لم أنسى شكلها ابدا فى ذلك الفستان. كانت جميلة. وكانت ضفائرها الى منتصف ظهرها. بشرائط حمراء.
– هو حكالى كل حاجة عن نفسه …. وانا كمان … يعنى استريحنا لبعض قوى
تشبهنى لحد كبير وترفض الاعتراف بذلك. نسخة أجمل وأحدث منى. نسخة صغيرة أذكى. تضع ساقها اليمنى تحتها عندما تجلس على الكنبة مثلى. تبلل البسكوتة فى الشاى قبل ان تأكلها مثلى. حتى شكل أصابعها متطابق مع أصابعى. ومع ذلك تستنكر أى شبه. وكأنها ابنة لإمرأة أخرى.
– النهاردة يا ماما فاتحنى بصراحة وقال لى انه بيحبنى وعايز يتجوزنى. هو طبعا مش حيقدر يعمل اى حاجة غير بعد 3 شهور بعد التخرج يعنى
عندما تتكلم لا اسمع غيرها ولا أرى غيرها
– هو عايز ييجى يتكلم مع بابا وكده … على فكرة ظروفه المادية كويسة وحنقدر نبتدى حياتنا علطول
أتعجب عندما تجلس بجوارى لتملأ النصف الأخر من الكنبة كيف كبرت ومتى. أتذكرها رضيعة أحملها بين يدى. كلما رضعتها كانت تبتسم بعد ان تشبع وكأنها تشكرنى. تلك الابتسامة كانت تأسرنى. ويطير عقلى معها
– حتقولى لبابا امتى؟
يدللها أبيها ولا يرفض لها طلبا. يهمس لى كل فترة “تفتكرى حنعمل ايه لما تتجوز وتسيبنا؟”
– هه يا ماما .. حتقولى لبابا امتى؟
– أقوله على ايه؟
– على العريس
– عريس !!!! عريس ايه؟؟؟؟؟؟؟؟
7elwa ya rania